من المهم للطالب إيجاد طريقة مناسبة لإشهار نفسه و هذا الأمر يهتم به الكثير من الطلاب و خاصة من هم في مرحلة الماجستير و يعملون على إعداد رسالة التخرج الخاصة بهم ، و من ثم يسعون لتدوينها كبحث علمي أو كتاب ، و هذين الأمرين ليسا بالسهل ، فإعداد الرسالة العلمية يحتاج لجهد و وقت و يواجه الطالب صعوبات كبيرة خلال هذه العملية ، و تدوين كتاب من خلال هذه الرسالة هو الوسيلة التي سيقدم الباحث نفسه للعالم و المجتمع العلمي من خلالها و يحقق الشهرة و يتمتع بإنجازه ، فهذه الدراسة هي أول عملية بحثية يقوم بها و سيكون مهتم بصناعة الشهرة من خلالها ، لذا عليه معرفة طريقة تحويل الرسالة إلى كتاب علمي قابل للنشر لتحقيق هذه الغاية باحتراف.
قد يختلف الكتاب قليلا عن الدراسة المقدمة كرسالة ماجستير و ذلك عن شكل البحث العلني أو الورقة العلمية المنشورة ، و الكتاب على الرغم من أنه يعتبر وسيلة نشر قديمة و تقليدية إلا أنها لا تزال ذات عظمة كبيرة ، و من المعروف الالتقاء ببعض النقاط بين الرسالة التي يتم إعدادها لنيل درجة الماجستير و بين الكتاب الذي يتم تدوينه و نشره أو الورقة العلمية التي يعمد نشرها ، ففي كلا الشكلين يضع الباحث مقدمة و يعرف بالمشكلة بشكل موسع و يعرض الدراسة بكل ما تحمل من أسباب و عوامل و عينات و حدود زمنية و مكانية و يصف كل عنصر بشكل مناسب و ينهي دراسته بذكر خاتمة مناسبة و تدوين المراجع و المصادر التي اعتمد عليها ، و في هذا المقال سنقدم طريقة تحويل الرسالة إلى كتاب علمي قابل للنشر في دور النشر أو إلى ورقة علمية يتم نشرها في المجلات العلمية المحكمة.
يعتقد الطلاب أن رسالة الماجستير هي النموذج الذي يمكن اعتماده ككتاب و هذا للأسف أمر خاطئ ، فبعد أن يكتسب الطالب لمهارات الكتابة من خلال الرسالة التي قام بإعدادها فإن أمر إعداد كتاب حول موضوع دراسته سيكون أقل صعوبة ، و الكتاب يتجاوز حدود الرسالة و التي هي دراسة حول ظاهرة معينة أو تحقيق اكتشاف علمي جديد من قبل الطالب ، أما الكتاب هو تقديم و مناقشة هذه الدراسة بأسلوب قرائي و تحقيق فهم أكبر و أوسع للظواهر و العلوم ، و قد يكون هدف الطالب من نشر هذا الكتاب إضافة للشهرة و المكانة العلمية هدف ربحي من خلال بيع هذا الكتاب و تحقيق مكاسب ، و على الطالب تقديم كتابه وفقا للفئة المستهدفة من القراء ، و مع كون الكتب بشكل علم تتبع لشكل و نسق معين إلا أن الاختلاف في الترتيب قد يلعب دورا في إيصال الفكرة و جذب القراء ، و بالتالي شهرة أوسع و أرباح أكبر في حال كان الهدف جمع المكاسب المادية.
عادة يتم اتباع طريقة تحويل الرسالة إلى كتاب علمي قابل للنشر ، فإن الطالب يضع عدد من المقترحات لهذا الكتاب و يقدمها للمختصين في هذا المجال ، و يتضمن المقترح :
- وضع عنوان مبعر عن مضمون الكتاب يجذب القارئ و يقدم الهدف الأساسي في الدراسة.
- خلاصة الكتاب و التي يقدم فيها الطالب مجموعة النقاط الرئيسية و التي هي عناوين رئيسية و فرعية لمواضيع سيتناولها في كتابه.
- ملخص لكل فقرة و قسم و فصل يود تدوينه في كتابه.
- النسق و الترتيب الذي يسعى الطالب لاتباعه في كتابه و كيفية تدوين الأقسام و تضمين الجداول و الصور.
- شرح كيفية و أهمية التنقلات بين فصول الدراسة و السبب في ترتيبها بالشكل الذي وضعه الطالب.
و من الأهميات التي تقدمها طريقة تحويل الرسالة إلى كتاب علمي قابل للنشر
- عرض الرسالة العلمية على أوسع نطاق و تقديم المنفعة الاجتماعية من خلال مشاركة الطالب للمجتمع للنتائج التي توصل إليها ، و بالتالي خدمة العلم و البشرية.
- الكتاب يبقى بمثابة مرجع لإثبات بعض النظريات و التكهنات التي يعتمدها الباحثون في بعض النقاط في دراساتهم ، و بالتالي عدم حصر الفائدة في الجهة التي قدم لها الدراسة على شكل رسالة علمية.
- و بالتأكيد هدف الشهرة و المكانة التي قد يحظى بها الباحث من خلال بحثه أو الكتاب الذي يقدمه.
و يتبع الكتاب المأخوذ عن رسالة الماجستير لعدد من العمليات و التي تسمى طريقة تحويل الرسالة إلى كتاب علمي قابل للنشر ، و هذه الخطوات هامة في نجاح هذا الكتاب و هي :
- اختيار دار النشر أو المجلة العلمية التي يسعى الباحث للنشر فيها ، و هي خطوة هامة في تحديد نجاح هذا الكتاب ، و يجب ادراك أن وسائل النشر العلمي هذه تدعم الطلاب و الباحثين في النشر و لكنها لا تأخذ دور المشرف في مساعدتهم في مضمون الكتاب ، لذا من الواجب الاستعانة بمختصين بعمليات الكتابة هذه ، و دور النشر تفرض شروط على الكتاب الذي يعده الباحث أو الطالب و لا تقبل بنشر الدراسة كما هي ككتاب علمي ، و دور النشر التي توافق على نشر رسالة الماجستير ككتاب على الأغلب هدفها مادي بحت و ستؤول نتيجة النشر من خلالها للفشل المحتوم، و دور النشر تحتاج لرفع مكانتها من خلال الدراسات المميزة المقدمة للنشر فيها ككتاب مع اتباع دقيق لطريقة تحويل الرسالة إلى كتاب علمي قابل للنشر فيها ، و بالتالي يمكنك الترويج لنفسك بين دور النشر العلمي لتقدم لك عروض النشر فيها ، و هذا يعتمد على قوة و متانة دراستك ، و توجد العديد من المجلات العلمية المحكمة التي تقدم خدمات نشر الأبحاث و التقارير و الدراسات و أيضا نشر الكتب العلمية ، و التي يمكن للطالب الاعتماد عليها و من أهمها :
- المجلة العربية للنشر العلمي AJSP
- المجلة الدولية لنشر الدراسات العلميةIJSSP
- مجلة الشرق الأوسط للنشر العلميMEJSP
- الخطوة الثانية في طريقة تحويل الرسالة إلى كتاب علمي قابل للنشر هي إعادة صياغة الرسالة و إعداد الكتاب وفق الشروط التي تمليها التعليمات المهتمة في صناعة الكتب للنشر العلمي و وفق دور النشر التي ينوي الطالب اعتمادها للنشر أو المجلة العلمية التي تم الاتفاق معها ، و من المهم إعادة صياغة البحث بطريقة مغايرة تحمل نفس المعنى للدراسة و تؤدي لنفس النتيجة.
- الخطوة الثالثة في طريقة تحويل الرسالة إلى كتاب علمي قابل للنشر هي تدقيق الكتاب، فكون هذا الكتاب سيتم إطلاقه للعامة و الاطلاع عليه من قبل العلماء و الباحثين الآخرين و القراء و كافة الفئات المهتمة به ، لذا من الضروري أن تكون معلوماته دقيقة من الناحية العلمية و تجنب الوقوع في الأخطاء ، و الاستعانة بأخصائيين في التدقيق اللغوي و الإملائي، و عرض الكتاب على احد المختصين في مجال الدراسة و طلب تقديم العون و النصيحة للتعديل قبل النشر.
- إرسال الكتاب لدار النشر الذي تم الاتفاق معه و نشره من خلاله هي المرحلة الأخيرة في طريقة تحويل الرسالة إلى كتاب علمي قابل للنشر ، فبعد إعادة صياغة الرسالة العلمية و تدقيقها بشكل احترافي و إجراء كافة التعديلات الممكنة و اللازمة ، يتم إرسال ملف الكتاب إلى دار النشر حسب وسائل التواصل و الإرسال التي يخصصها دار النشر هذا.