النشر الإلكتروني هو عملية طباعة الأبحاث و الدراسات العلمية على الحاسب عوضا عن الكتابة أو الطباعة على الورق و تخزينها في ملفات على جهاز الحاسب استعداد لنشرها و تناقلها ، و النشر الإلكتروني هذه الأيام ينمو كالنار في الهشيم وخصوصا مع تطور سبل التكنولوجيا التي يتربع عليها النشر العلمي الإلكتروني ، يتم نشر هذه الدراسات و الأوراق البحثية و حتى الكتب و القصص و المقالات عبر الإنترنت بكافة وسائله و قدراته ، و كان من الضروري سابقا تحميل الملفات المنشورة ليتم الاطلاع عليها، و لكن اليوم أصبح للمهتمين بهذه المنشورات حرية الاطلاع عليها مباشرة أو تحميلها أو مشاركتها .
يعتبر النشر التقليدي المطبوع أقل شهرة و توجه لدى المهتمين بالاطلاع على أحد جوانب العلوم و الآداب و الباحثين عنها ، كذلك يعتبر أكثر تكلفة مقارنة بالنشر الإلكتروني و الذي يسهل عملية الاطلاع ع المنشور و طباعته في أي وقت عوضا عن طباعة كمية كبيرة من الكتب و المقالات و الأبحاث و نشرها ، وهذا النوع يسمى بالطباعة عند الطلب .
يمكن تمييز الاختلاف بين النشر التقليدي و النشر الإلكتروني عن طريق دراسة الوضع الحالي للنشر العلمي ، حيث تتيح عملية النشر الإلكتروني إمكانية النشر بشكل سريع و واسع ، إضافة لفرصة إضافة الوسائط المتعددة من فيديوهات توضيحية و صور عالية الدقة ، وهذه ميزة لا يمكن تواجدها في النشر التقليدي بسهولة .
الدقة و التقنيات العالية و الحديثة في الكتابة و الدمج في الطرق الإلكترونية كان لها الأثر الأكبر مقارنة بالطرق المستخدمة في النشر التقليدي و الذي يطلب جهود أكبر و وقت أطول لتحصيلها .
إمكانية التعديل و الإضافة و التحديث للمنشورات الإلكترونية في أي وقت ، وهذا غير متاح بالنسبة للمطبوعات التقليدية ، و على الرغم من هذه الميزة في النشر الإلكتروني إلا أن البعض يعتبرها سيئة فهي قد تشوه بعض الوثائق و بالتالي فإن المطبوعات الإلكترونية تضمن الثقة بعدم التلاعب بالمعلومات .
- ميزات النشر الإلكتروني
- إمكانية الوصول السهل للمقالات و الدراسات المنشورة و التوزيع الواسع النطاق لها .
- إمكانية الاطلاع عليها فور وجود المنشورات المتعلقة بها و شراءها على الإنترنت دون زيارة مراكز البيع .
- إمكانية طرح التساؤلات لأصحاب الكتب أو الأبحاث من خلال مساحة على الموقع للمشاركة و الاستفسارات .
- تعتبر عملية النشر الإلكتروني منخفضة التكاليف إذا ما قورنت بغيرها من وسائل النشر التقليدي المعروفة .
- تقدم المواقع الإلكترونية صورة أو ملخص للمحتويات لجذب المهتمين .
- سرعة النشر الإلكتروني عالية , و هي مناسبة للمنشورات اليومية و نقل الأحداث الجارية في وقتها ، وهذا الذي نشهده يوميا على وسائل النشر المرتبطة بالسوشال ميديا .
- قدرات تسويقية أعلى بالنسبة لمواد النشر الثقافية و الترفيهية .
- سلبيات النشر الإلكتروني
مع كل المزايا التي يتمتع بها النشر الإلكتروني هناك مساوئ حقيقية للمواد المنشورة إلكترونياً و مواقع النشر الإلكتروني و من أهمها :
- سهولة القرصنة للمواقع غير المحمية جيداً و تهديد المنشورات في أي وقت .
- عدم موثوقية و دقة المعلومات المنشورة و خاصة التي تخلو من المصادر، وهذا ما سنوضحه بالتفصيل لاحقاً في هذا المقال .
- بعض المنشورات من أبحاث و كتب محمية ضد الطباعة و النسخ و هذا يصعب الأمر قليلا على المهتمين بالاطلاع عليها .
- ارتفاع أسعار بعض المواد من الأبحاث الحديثة و الدراسات الهامة العلمية المطروحة للنشر و بالتالي تبقى حكرا على طبقة معينة .
من سلبيات النشر الإلكتروني التي ذكرناها سابقا هي عدم موثوقة هذه الوسيلة، هذه السيئة هي التي جعلت المهتمين بنشر الأبحاث و الدراسات العلمية يتوارون عن اتباعها في البداية ، خاصة أن مثل هذه الأوراق البحثية هي نتاج فكر و جهد الباحث نفسه و لا يكون الهدف منها الربح المادي ، و هدفها غالبا تحقيق المنفعة الاجتماعية بخلاف المنتجات الأخرى التي يتم نشرها إلكترونيا دون حاجتها للحماية الفكرية لذلك توجب على وسائل النشر الإلكتروني تطوير و دعم نفسها لتحظى باهتمام الباحثين و المفكرين العلميين ، فخرجت بعض وسائل النشر العلمي المحكمة و التي حققت هذه الغايات و من أهمها المجلات العلمية المحكمة و المؤتمرات ، والتي كانت في بادئ الأمر تعمل بطريقة مطبوعة و لكن مع الانفتاح و التطور التقني و دخول الإنترنت إلى كل بيت أصبحت هذه الوسائل تعمل بطريقة إلكترونية إضافة إلى المطبوعات التقليدية .
فما هي الأهميات و الخدمات التي قدمتها هذه المجلات العلمية المحكمة للباحثين .
ظهرت المجلات العلمية المحكمة لمساعدة الباحثين و المهتمين و المفكرين في ايجاد طريقة سهلة و موثوقة لنشر دراساتهم فيها ،. حيث حققت هذه المجلات العديد من الامتيازات على صعيد النشر العلمي و ساهمت في عودة الثقة لوسائل النشر العلمي بعد ظهور الكثير من وسائل النشر التي ادعت الهدف العلمي , متعمدة في ذلك على بناء قاعدة تسويقية ، و تقوم هذه المجلات على مجموعة من الاعتمادات و المعاملات التي تعرف بها من أهمها الرقم التسلسلي المعياري لها بين المجلات العلمية المحكمة و تضمنها ضمن قواعد البيانات المفهرسة و التي تعطيها مزيد من القوة و الجودة العلمية، بالإضافة إلى تخصص هذه المجلات في مجال دراسة محدد أو عدة مجلات مع وجود إمكانية لذلك ، و يوجد العديد من العوامل الأخرى التي تضاف على جودة المجلة و قوتها مثل عامل اللغة و عامل النطاق الجغرافي للنشر و غيرها .
و كان للإنترنت الدور الأبرز في تطوير و تسويق المجلات العلمية المحكمة و التي دخلت عالم النشر الإلكتروني كما ذكرنا سابقا .
و قد سهل ميزة النشر الإلكتروني الطريق على الباحثين الذين يهدفون للنشر الدولي أو النشر في مجلات في مناطق بعيدة ، وذلك عن طريق التواصل مع اللجان المختصة بالنشر العلمي في هذه المجلات العلمية المحكمة و إرسال الملفات إلكترونيا ، والتواصل بين المجلة المتقدم النشر فيها و الباحث لتقديم الاقتراحات و الإضافات و الرد على استفسارات الباحثين ، كذلك تخصص هذه المجلات العلمية لجنة من المحكمين في مجال الدراسة لتقييم البحث و التأكد من صلاحيته للنشر و توثيقه باسم الباحث و قديم الحماية الفكرية له .
و للحفاظ على جودة المنشورات الإلكترونية تضع المجلات الإلكترونية مجموعة من الشروط و القواعد و التي تفرض ع الباحث الالتزام بها لقبول نشر بحثه و من ناحية أخرى تضمن له بحث ذات جودة علمية متكاملة .
قدمنا في هذا المقال تعريفة بالنشر الإلكتروني و بعض الميزات و المساوئ , نتمنى أن نكون قد وفقنا في تقديمه .